تحريم معاشرة النساء أثناء المحيض

الحكمة من تحريم معاشرة النساء أثناء المحيض
ونص القرآن الكريم على علة تحريم النكاح أثناء المحيض ، كونه أذى ، ولكن لم يصلوا إلى التعرف على جميع الأذى الذي يعنيه النص القرآني. ولهذا يجب الامتناع عن الجماع أثناء الحيض لأنه يؤدي إلى اشتداد النزف الطمثي، ولأن عروق الرحم تكون محتقنة وسهلة التمزق وسريعة العطب، و جدار المهبل سهل الخدش، وتصبح إمكانية حدوث الالتهابات كبيرة مما يؤدي إلى التهاب الرحم أيضاً و يحدث التهاب في عند الرجل كذلك ، كما أن جماع الحائض يسبب اشمئزازا لدى الزوجين على السواء بسبب وجود الدم ورائحته، وبالتالي قد يؤثر على الزوج فيصاب بالبرود الجنسي (العنة).
وجماع النفساء له نفس أضرار الحائض الذي في المحيض: ((يُقذف الغشاء المبطن للرحم بأكمله أثناء الحيض، وبفحص دم الحيض تحت المجهر نجد بالإضافة إلى كرات الدم الحمراء والبيضاء قطعاً من الغشاء المبطن للرحم، ويكون الرحم متقرحاً نتيجة لذلك، ، فهو معرض بسهولة لعدوان البكتيريا الكاسح، ومن المعلوم طبياً أن الدم هو خير بيئة لتكاثر الميكروبات ونموها، وتقل مقاومة الرحم للميكروبات الغازية نتيجة لذلك، ويصبح دخول الميكروبات الموجودة على سطح عضو الرجل يشكل خطراً كبيرا على الرحم.
و أن مقاومة المهبل لغزو البكتيريا تكون في أدنى مستواها أثناء الحيض، إذ يقل إفراز المهبل للحامض الذي يقتل الميكروبات، ويصبح الإفراز أقل حموضة إن لم يكن قلوي التفاعل، كما تقل المواد المطهرة الموجودة بالمهبل أثناء الحيض إلى أدنى مستوى لها، وليس ذلك فحسب، بل جدار المهبل المكون من عدة طبقات من الخلايا يرق أثناء الحيض، ويصبح رقيقاً ومكوناً من طبقة من الخلايا بدلاً من الطبقات العديدة التي نراها في أوقات الطهر، وخاصة في وسط الدورة الشهرية حيث يستعد الجسم بأكمله للقاء الزوج.
لهذا فإن الجماع أثناء الحيض ليس إلا إدخالاً للميكروبات في وقت لا تستطيع فيه أجهزة الدفاع أن تقاوم، كما أن وجود الدم في المهبل والرحم يساعد على نمو تلك الميكروبات وتكاثرها.
ومن المعلوم أن على جلد العضو الرجل ميكروبات عديدة، ولكن المواد المطهرة والإفراز الحامض للمهبل يقتلها ، أما أثناء الحيض فأجهزة الدفاع ضعيفة، والبيئة الصالحة لتكاثر الميكروبات متوفرة)).
و أن لا يقتصر على ما ذكره من نمو الميكروبات في الرحم والمهبل الذي يصعب علاجه، ولكن يتعداه إلى أشياء أخرى منها:
* ـ ازدياد الميكروبات في دم الحيض وخاصة ميكروب السيلان.
لا يقتصر على الحائض في وطئها، وإنما ينتقل إلى الرجل الذي وطئها أيضاً، فإدخال العضو إلى المهبل يؤدي إلى تكاثر الميكروبات والتهاب قناة مجرى البول لدى الرجل، وتنمو الميكروبات السبحية والعنقودية على وجه الخصوص في مثل هذه البيئة الدموية.
وتنتقل الميكروبات من قناة مجرى البول إلى البروستاتا والمثانة، والتهاب البروستاتا سرعان ما يزمن ، وأخيراً أن الجماع أثناء الحيض قد يكون أحد أسباب سرطان عنق الرحم.
*- امتداد الالتهابات إلى قناتي الرحم تسدها، أو تؤثر على شعيراتها الداخلية التي لها دور كبير في دفع البويضة من المبيض إلى الرحم، وذلك يؤدي إلى العقم، أو إلى الحمل خارج الرحم، وهو أخطر أنواع الحمل ، ويكون الحمل عندئذ في قناة الرحم الضيقة ذاتها، وسرعان ما ينمو الجنين وينهش في جدار القناة الرقيق، حتى تنفجر القناة الرمية، وفي هذه الحالة لابد من بإجراء عملية جراحية سريعة.
* ـ امتداد الالتهاب إلى قناة مجرى البول، فالمثانة فالحالبين فالكلى، وأمراض الجهاز البولي خطيرة ومزمنة.
* وصدق الله العظيم إذ يقول: (ويسألونك عن المحيض قل هو أذىً) نعم هو